الرئيسية » » يُـنـوعُ قـصـيـدة | ديمة محمود

يُـنـوعُ قـصـيـدة | ديمة محمود

Written By Unknown on السبت، 6 يونيو 2015 | 7:21 ص

يُـنـوعُ قـصـيـدة ============== أنـسـلُّ مـن هـذا الـضـجيـج تـنـازعـنـي لـزوجـةٌ هـادرة أُغـمـضُ عـيـنـيّ أسـتجـمـعُ ذاتـي يـسـري بـي شهـيـقي شـمـالاً وجـنـوبـاً فـي زكـزاكٍ حـلــزونـيّ يـملـؤنـي الـشـهـيق أنـا الآن: تـعـبّـأت بـه أنـا الآن: مُـزدحـمـةٌ بـه لا لا.. ازدحـم شـهـيقـي بـي **** أجـتـثُّ نـفْـسـي مِـن كـلّ شـيء من الـلـزوجـةِ والـصـخـب ومـن الـدوائـرِ الـكهـربـيـة ومـن هـاتـفـي الـنـقّـال وحـتى مـن أنـابـيـب الـمـيـاه هـا أنـذا أُحـلّـق علـى مـتـن غيـمـةٍ مـنـفـوشـة ومـكـتـظـةٍ بـالـقـــطـن تُـقـبّـلـهـا الــشـمـسُ فـي عـنـاقٍ يـشـتـعـلُ خـيـطـاً خـيـطـاً فـتـعـبـرُ ضـفـائـرُهـا مـن خـلالـهـا ضـفـيـرةً ضـفـيـرةً **** أُرجــوحـتـي هـنـاك لا يـشـبـهُـهـا سـوى تـصـوّفِ راقــصٍ اسـتـمات فـي محـراب حـركـاتِ جـسـده مــع مـوسـيـقـى نـقـشـت لـثْـمَـهـا فـي كـريّـات دمِـه **** أمـتـطـي أرجـوحتــي الـعلْـويّـة أُطـلــقُ يـديّ بـلا هـوادة تــعــبــث الأرجــوحـةُ بـي وأعــبـــث بـهـا أدفــعــهـا وتــدفـعــنـي إلـى الـذروة أنـتـشـي بـارتـشـافِ الـسـفـح **** أواصـل الــتـحـلـيـق فـي الأرجـوحـة مـغـمـضـةَ الـعـيـنـيـن مبــصـرةً لـداخـلي تــنـجلـي أمـامـي كـلُّ الـزوايـا والـبـؤر والـمـسـاقـطِ الـمـائـلـةِ والـعـموديـة الأسـطـوانـيـةِ والـمـخـروطـيـة لا تــشـردُ مـن قـبضـة ضـفـافـي بـنـتُ شـفـةٍ من الـخـريـطــة هـاهـي ذاتـي تــخـلـعُ رداءها تـتـعـرّى تــنـبــلـجُ كـامـلـةً تـلـمـعُ بـاتـّـقـاد مـنـحـوتـةً بـعـبـقـريـة ألـمـعـيـةَ الـتـشـكـيـلِ والـخـامـة **** يـهـرولُ مـن بـعـيـد مـُتهـاديـاً إلى يـمـيـنـي يـسـنـد رأسَـه واثـقـاً مـن حَـظـوتـه إنـه لا وعـيـي فـرِحٌ بـفـكّ الـقـيـد يـعـلـم أنـنـى لـن أُلـجـمَـه الآن ألـتـفـتُ يـسـاري أتـنـاولُ الـفـرشـاةَ والألـوان أُسـديـهـا لـه ويـقـبـضها الـفـرشـاةَ جـزلاً ويـهـمـسُ بـي لا داعـي لـلألـوان لـديّ مـا يـكـفـي هـا هـو يـلـطـخُ الـفـرشـاةَ بـجــسـده فـي رقـعـةٍ مـخـتـلـفـةٍ كـلَّ مـرة ويـرسـم عـلـى الـغـيـمـة وحـولـهـا هـو يـرسـم أيـضـاً بـصـخـبٍ أخّــاذ وزهـوٍ عـشـقـيّ كـأنـه الـيـاقـوت فـي كــفِّ الـزبـرجـد **** أُفـكّـكُ أزاريـرَ الـلاوعـي أتـنـاولُ صـنـدوقَ لـغـتـي مـنـذُ أزلـي أنـفُــثُ كـلـمـاتـي فـراشـاتٍ عـلـى الـغـيـمـة الـمـلـونـة تـعـبُـرنـي الـدّهـشـة، الألـوان والـرسـم والـكـلـمـات! يـغـمـرُنـي الـيـقــيـن بــي وحـدي أُمـارسُ الـتـبـاديـلَ والـتـوافـيـق عـلـى كـلمـاتـي فـوق الـغـيـمـةِ الـمنـقـوشـة الـشـاهـقـةِ بـالـلـون والــصـورة تـنـبـجـسُ مـوسـيـقـى مُـذهلـة صـوتُ الـقُـدّاس يـشـقُّ رأسـي تـتـولـدُ مـقـطـوعـةٌ جـديـدة كـلَّ ثـلاثِ ثـوانٍ تـهـذي كـلمـاتي مـعـاً وأرقـص مـعـهـا **** أغـمـض عـيـنيّ لـلـمرّة الــثـانـيـةِ والـثـلاثـيـن أسـتـنـشـقُ نـخـبَ الـولـيـدِ الـجـديد نـخـبَ قـصـيـدةٍ فـيـهـا مـن الـذاتِ والـلاوعـيِ والـحـبِّ والـضـمـيـر والـذاكـرةِ والـتـجـربـة ومـسـئـولـيـةٍ لـم تـفـتـأ تـوأمـتـي نـحـو الإنـسـانِ والـكـون شـقّـت جـذورَهـا فـيّ مـنـذُ طـفـولـتـي الـبـاكـرة لـكـنـهـا الآن مـحـضٌ مـخـتـمرٌ نـضـجَ مـن قــمـحِ الـطـفـولـةِ والـيـفـاع **** حـيـن كـتـبـتُ قـصـيـدتـي مـارسـتُ كـلّ الأشـيـاء مـعـاً زرعـتُ وحـصـدت رسمـتُ ولــوّنـت صـوّرتُ ونـحـتّ رقـصـتُ وغـنّـيْـت أحـبـبـتُ وأنـجـبـت خـضـتُ الـطـبَّ والاسـتــشـفـاء قـرضـتُ الــفـلـسـفـةَ والـحـكـمـة جُـبــتُ ذلـك الـغـوصَ في كلّ مـنـاجـمـي في الـذاتِ والـلاوعي والـلـغـةِ وكلِّ هـذه الـفـنـونِ مـعـاً بـل، وجـدّفـتُ فـي الآخـريـن وتـحـدثـتُ لـغـتَـهـم وصـوتَـهـم واتـبـعـتُ دفـقَ أوردتِـهـم **** أيُّ خالـقـة أنـا !!! أُوقـدُ جـذوةَ ذاتـي أتـونَ الـروح أُحـيـلُ نِـطـافَ الـكـلـمـات إلـى أجـنّـةٍ كـالأقـمـار يـهـطـلـون دمـاً إنـسـانـيـاً ورعـشـةً بـهـا مـن صـوتـي وفـكـري مـن شجـرتـي الـمـبـاركـة مـن زيـتـونــتـي! تـسـري فـي كـلّ مـن قـرأنـي بـِـروحــه مـزيلاً كــلَّ الـحـجُـبِ والـظّـلال . . ويـْحـي ! كـم أنـا ... بـديـعـةٌ ونـجـمـة !


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.