أليس هؤلاء بشر
أم أنّهم قطعانٌ
استغلها الإقطاعيون
والسماسرة
بعد أنْ امتزجَ
كلُّ ما يملكونه بالدمّ
وتعفّنت أحلامُهم
وصارت جـثـثـًا
يتطايرُ منها اليأس
وتنبّيءُ بالأرض اليباب
واحترق كلُّ شيءٍ في مــهـدِه
وما عادت معادلةُ الحياة
تعني سوى الموت !
****
ألقوا برمادِ أمنياتِهم
في اللّوحِ الخشبيّ
قرضوا وعودَ الكذب،
وأمنياتِ الوهم
ركّـبـوا حلقاتِ جسورِهم
حلقةً حلقة
من مزيج الهُلام والأمل
وقذفوا بباقي الروح
في يــمٍّ
لا يؤاخي يــمَّ موسى
ولا يختلفُ كثيراً عن
أرضهمُ القابعةِ على
سفْـحِ الموج
بينما جُلُّ الرّوحِ
مغروسٌ هناك:
على عتبةِ الدّار
وعلى شَفةِ الياسمين
عند قدميْ أمٍّ
لم تجف يداها بعد
من زيت الزيتون
ورائحةِ البرتقال
ولا يزالُ يغفو
على ضفائر حبيبةٍ
لم تغادر نافذتَها
بعد قُبلةِ الوداع
****
الموجُ العاتي
المدُّ المجنون
قروشُ البحر
مقابل ما تركوه خلْفهم
لا يعدلون شيئًا
الموتُ والحياة
متساويان!
هما نفسُ الاسم
بحروفٍ مختلفـة
تــسـريحـةٌ متماثلة
ورقــصــةٌ متماثلة
وسِـكّـيـنٌ متشابه
****
أين الخطأ إذًا؟
فلْنودِعْ رمادَ نفوسِنا
في اللّوح الخشبيّ
ولْننتظرْ بوحَ السماء
وجعبةَ الغيمات
وما تـمـطـرُ، وما تـبـثّ!
لن نندم
لن ننتحبَ لِرمادِنا،
المغادرِ إلى أعماق البحر
فاقبضوا دمعَكم
مـحـاجـرُكـم أولى بـه