سمكة صغيرة بين ضلوعه
كيف لا يمكن أن أتخيل الأورام
التي تتعفن تحت جلده، ذلك اللحم
الذي كنت أقبله ، و أ تحسسه بأناملي،
و أحتك عليه ببطني و نهدي، و في بعض الليالي
كنت أظن أنه من الصعب النفاذ فيه، أن أفتح
ظهره عند العمود الفقري مثلما أفتح بابا أو ستارا
و أتسلل مثل سمكة صغيرة بين ضلوعه،
ثم أنكز بشفتي مرجان دماغه،
ماشطة حناياه الزرقاء
بذيلي الحريري المزخرف.
***
الماء العذب الذي شربناه كأطفال من العطش
لا زال يجري في عروقنا. و النجوم التي رأينا يومئذ
لا زلنا نراها الآن، قليل منها فقط، نادر، و أكثر ضآلة.
لا زالت تشجينا الألحان القديمة التي تُعزف
بالرغم مما تعلمناه ، من مخاوف الحب،
من البراءة التي أضعنا، من الأدب، و موت الشعراء.
لا زلنا مع ذلك نكلّم، و لو همسا،
شيئا في داخلنا يتوق إلى أن يسمىَّ.
سميناه الماضي ثم سحبناه وراءنا،
كأنه كيس أو رئة مليئة بالقتامة و الغناء،
بالأحلام الشاردة، و مفاتيح أسماء ضائعة.
***
جاءني الموت ثانية، فتاة
في قميص قطني ، حافية، تقهقه.
ليس الأمر مرعبا تقول،
أو كما تظنينه، كله عتمة
و سكينة. هناك أجراس
و رائحة ليمون، مطر
في بعض الأيام، و في الغالب هواء جاف
و لطيف، أجلس تحت الأدراج
التي بنيت من شعر و عظام، و أصغي
لأصوات الأحياء. تعجبني،
تقول، و هي تنفض الغبار عن شعرها،
بشدة حين يتخاصمون أو يغنون.
***
كم تمنيت أن أكون تلك الطفلة التي
رأت من نافذتها القمر
فتمنت أن تلتفت إليه و تتساءل.
لم أعجب أبدا. كنت أقرأ. علامات سوداء
تدب حتى حاشية الورقة.
لقد استغرقني أعواما كي أربي قلبا
من ورق و غراء. فأنا لم أكن أملك سوى
مصباح عاكس. في سطوع القمر،
سوى ثقب أبيض يتألق تحت الملاءات.
كيف لا يمكن أن أتخيل الأورام
التي تتعفن تحت جلده، ذلك اللحم
الذي كنت أقبله ، و أ تحسسه بأناملي،
و أحتك عليه ببطني و نهدي، و في بعض الليالي
كنت أظن أنه من الصعب النفاذ فيه، أن أفتح
ظهره عند العمود الفقري مثلما أفتح بابا أو ستارا
و أتسلل مثل سمكة صغيرة بين ضلوعه،
ثم أنكز بشفتي مرجان دماغه،
ماشطة حناياه الزرقاء
بذيلي الحريري المزخرف.
***
الماء العذب الذي شربناه كأطفال من العطش
لا زال يجري في عروقنا. و النجوم التي رأينا يومئذ
لا زلنا نراها الآن، قليل منها فقط، نادر، و أكثر ضآلة.
لا زالت تشجينا الألحان القديمة التي تُعزف
بالرغم مما تعلمناه ، من مخاوف الحب،
من البراءة التي أضعنا، من الأدب، و موت الشعراء.
لا زلنا مع ذلك نكلّم، و لو همسا،
شيئا في داخلنا يتوق إلى أن يسمىَّ.
سميناه الماضي ثم سحبناه وراءنا،
كأنه كيس أو رئة مليئة بالقتامة و الغناء،
بالأحلام الشاردة، و مفاتيح أسماء ضائعة.
***
جاءني الموت ثانية، فتاة
في قميص قطني ، حافية، تقهقه.
ليس الأمر مرعبا تقول،
أو كما تظنينه، كله عتمة
و سكينة. هناك أجراس
و رائحة ليمون، مطر
في بعض الأيام، و في الغالب هواء جاف
و لطيف، أجلس تحت الأدراج
التي بنيت من شعر و عظام، و أصغي
لأصوات الأحياء. تعجبني،
تقول، و هي تنفض الغبار عن شعرها،
بشدة حين يتخاصمون أو يغنون.
***
كم تمنيت أن أكون تلك الطفلة التي
رأت من نافذتها القمر
فتمنت أن تلتفت إليه و تتساءل.
لم أعجب أبدا. كنت أقرأ. علامات سوداء
تدب حتى حاشية الورقة.
لقد استغرقني أعواما كي أربي قلبا
من ورق و غراء. فأنا لم أكن أملك سوى
مصباح عاكس. في سطوع القمر،
سوى ثقب أبيض يتألق تحت الملاءات.