تـــوحُّـــــد
=========
عزف القمرُ لـحنَ الرّيح
وضع نجمةً أو نجمتين
عقد ربطةَ عنقِه
و راحَ يغوصُ
في الطريقِ المرصوفِ
بين الياسمينِ والزنبق
.
.
التأمَ مع كلِّ الموجودات
و ردّدَ تراتيلَ العنفوان
اتّـكأ على أهدابِ قرنفلة
عانقَ صفصافةً عند ضفّةِ النهر
خاط َ جفنيه مع تـلابـيـب الغيم
.
.
.
هـدهـدتْـه بنفسجةٌ
فَصحا من وَسَنِه
تنفسَ بعمقِ شهيقَـِه المستحيلِ صهيلاً
انـبــثـق فرَسُـه
وأسرعَ الخطا نحوي
.
.
.
صار وجـهـاً واحـداً
تجلّى أمامَ عينيّ
في كلِّ وجوه الزحام
وفهمتُ كيف يُذيبُ الحبُّ
وكيف يُـنـبـِتُ الشّوق
وجـهـاً واحداً
في وجوهَ كثيرة
ويُــجــذي ظهر الـرِيـــح
بـلـقـاءٍ مـمـكـن..