شهيق يتعتّق بين كأسين
.........................
أَسـتـعيـدُ قيــثـارتـي الـقـديـمـة
بِـغـبـارهـا،
ورائحـةِ تِــبغِــكَ الـمُـخـتـمِـرة
أُبـحـرُ في
قـوافي الــهــذيــانِ الــعــاري،
إلا من صـوتِــك
****
وأُســدِلُ الـخـمــائــلَ
إلا من الــشُّــرفــةِ الـتي
وقــفَــتْ عـليهــا
آخــرُ قــشــعــريــرةٍ
ارتــدَتْــهـا عـيـنـاك
عـلى مَـــرأىً مـن
قُــبّــرةٍ ولــيــدة
اســتَـرقَـــتْ إلـيـنــا
حـيـن صـــلاةٍ
واســـتــوطــنــتـْــني
****
ذات ثُـــمـالــــةٍ أَلَـــمَّـــتْ بـي
أتَــســلَّــلُ خِـــلــسـةً
عـلـى سُــلَّـمِ الـلُّـحُـــون
وأذُوب بـيـن الــتّـقــاسـيـم
فــلا أمــتـلـكُ الانــعــتـاق،
ولا يَــتـمَـلَّــكُــنـي الــتّــوَحُّــد
وأصــمُـــدُ فـي حَـــيْــرةٍ
أَتــأرجــحُ بـيـن كَـــأسـيــن:
الانــعـتـــاق والــتّـــوَحُّــد!
****
أتَــعـلّـــقُ فـــي مــــداراتِ
الـــتّــصـوُّف
أتَــدَلَّــى بـيـن الأهــازيــج
وأَرُوحُ أُردّدُكَ
وأَرِدُك
وأَعُـــبُّ كــلَّ الاجـــتــرارات
انعــتـاقــاً فَــانـعــتــاق
وفـي صَــيــرورةِ الــتّـــوَحُّـــد
يَــبــطُـــلُ الــتّــيَـمُّــم
ومِــثـلُــه الانــعـتــاق
كلاهما بــاطــلان
إلا مِــنــك!
وأَهــلُ الانــعــتــاق أَدرَى
بِــشِــعــابِ الـــتّــوَحُّــد
****
نــايــاتـي الــمُــتـربِّــصــةُ بــالأُفُـــول
تَــجُـــوبُ عُـــبــابَ تَــبَّـــانـَـتــي
الــمُــتــأَهِّـبـــةِ
عـلى نَـــواصـي الــكَـــرْمـــةِ
تـَـخــتـالُ تـــارةً وتـَـتــراجـــعُ
حـيـن عــاصـفــةٍ نــشــوى
لا تَــلْـــوِي عـلى فِـكـاك!
حُـــبـلـى بـأُهــزوجـــةٍ
ذات خــريـف
ريــثـمــا يـَـمـَتــزجُ
الــطّــيـنُ الــنــاضـجُ
بِـمـــاءِ الــمـطــر
ونـكـهــةِ الـهــواءِ الـمُـتَـقَـطِّـر
قَــطْـــرَ الــهُــوَيـْـنَـى
مِـن ثــنـايــا جــســدٍ عــارٍ
لِــشـجــرةٍ تَـضمُّ أغـصـانَـهــا
اسـتـحـيــاءً فـي حَــضــرةِ الــشّـمـس
ودَلالاً أمــامَ قـامَــةِ الـقـمـر
****
ثَـمّــةَ كـَـمـانٌ يغـفـو فـي
زاويــةِ الــمـقـعـدِ الأعــرج
سَـنكْـمـلُ تَـبـتُّــلَـنــا عـنـد نـواصِـيــه
ثُـمّ نُــوقـظُ هُـدبَـيْـــه ذات تـَـشَـهُّــد !
بـيـنـمـا تــذوبُ قــوافـيـنـا مـعـاً
وتُـوَحِّــدُهـا مـَقـطـوعـةٌ قـصيـرةٌ
لـم تَـتـَـشَــذّبْ
تَــقُـصُّ عـمّـا اخـتـَمَــرَ
فـي دُرجٍ خــشـبـيّ
ذي يـَـــدٍ مـكـســورة
مـا فَتِــئَ يَـتـرقّـــبُ
لِــيُـطــلَّ بــجَــذْوتِــه عـن كـَــثـَـب
ويـمـلأُ رئــتــيْــهِ
بِـشــهـيـقٍ يـزدحمُ فـيــه
الــطَــيُّـــونُ بِـالــبـيـلَـسٓـان
فـي أَكْــنـافِ زهـر الـلّــوز
لـكنّــهُ مــازال فـي الـجـِــــرار
يـَـتَــعَــتّــــق !